هو بمثابة "رسالة" نظمها المؤلف في صورة مقالية وخواطر حول قضية الأخلاق وكيف يمكن للإنسان المسلم التحلي بالهمة في معالي الأمور، فذكر معنى الهمة، وهي الإقدام على الفعل، وألا تقف النفس دون الله تعالى، ولا تتعوض عن شيء سواه، وحدد مراتبها، وأهمية علو الهمة في حياة المسلم. ومما ذكره في هذا المجال، تحقيق الكثير من الأمور التي يعدها العامة خيالاً لا يتحقق، والوصول إلى مراتب عليا في العبادة والزهد، والابتعاد عن سفاسف الأمور. وأكد في هذا الصدد على أهمية علو الهمة في إيكال الأمور المهمة للإنسان. وذكر في هذا المجال، أهمية الاستفادة من الوقت، وكيف يكون صاحب الهمة العالية قدوةً للناس، وكيف تغير الهمة من طريقة حياة الأفراد والشعوب. وفي تناوله لوسائل ترقية الهمة، ذكر المجاهدة، والدعاء، والاعتراف بقصور الهمة، وقراءة سير السلف، ومصاحبة أصحاب الهمم العالية، ومراجعة جدول الأعمال اليومي. كما دعا إلى الابتعاد عن كل ما من شأنه الهبوط بالهمة، مثل كثرة زيارة الأقارب والأصحاب، والانهماك في التحصيل المالي. وقدم في لغة أقرب إلى لغة كتب التنمية البشرية المتعارف عليها، نصائح في كيفية استثمار همة الناس ومحاذير لأهل الهمم العالية.